في عام 1838 طلب François Arago وهو سياسي وفلكي فرنسي ورئيس وزرائها بعد عشر سنين من الكيميائي والفنان Louis Daguerre – فرنسي الجنسية أيضا – صورة للقمر ليلقي خطابه في يناير 1839 عن إتاحة التصوير للعالم فيما سمي بـ Daguerreotype ليولد التصوير الفلكي وليبدو أنه يسبق التصوير العادي كما حدث في أيامنا هذه في تقنية الـ CCD Imaging وليتنبأ Arago بصناعة خرائط للقمر من خلال الصور.
التجارب الأولية لتصوير الشمس كانت في عام 1842 لكن مجهودات Leon Foucault و Armand Fizeau كانت أفضل بكثير في أبريل 1845 فبزمن تعريض 1/60 ثانية أمكنهم الحصول على صورة للشمس بقطر خمس بوصات كانت ذات جودة و(حدة) كافية لإظهار البقع الشمسية.
في عام 1841 سيتمكن الفلكي النمساوي Majocchi من تصوير الكسوف الجزئي للشمس لكن الأروع هو تصوير الكسوف الكلي عام 1851 في باريس بزمن تعريض 24 ثانية حيث تم تصوير الوهج والإكليل الشمسي لأول مرة.
بدءا من عام 1858 قام هاوي التصوير الفلكي Warren De la Rue بتصوير دورة النشط الشمسي (11 عاما) في لندن باستخدام wet collodion plates حتى عام 1874 فيما يقرب من 3000 صورة.
عبور الزهرة في عام 1874 قام بتصويره الفيزيائي الفرنسي Pierre Janssen في اليابان والذي ساعد في تعيين قطر الشمس وبعدها عنا وإعادة تقييم الحسابات الفلكية كما أخذ جانسن آلاف الصور للشمس والتي تبين في أفضلها الحبيبات الشمسية بتباين من واحد لثلاث ثوان قوسية.
في يوليو 1850 سيحظى Alpha Lyrae (النسر الواقع) بأول بورتريه خاص بنجم عبر زمت تعريض 100 ثانية في مرصد جامعة هارفارد بتلسكوب كاسر ذي قطر 15 بوصة لم تكن حركة التلسكوب (التتبع للأجرام السماوية) مهيِّئة لفترات التصوير الطويلة جدا وبعض بعض التحسينات أمكن تصوير النجم المزدوج Mizar and Alcor (المئزر والسها).
الطبيب وهاوي الفلكي Henry Draper سيحظي بشرف أول تصوير لسديم الجبار في عام 1880 بتلسكوب خاص للتصوير كاسر دو قطر 11 بوصة بزمن تعريض 51 دقيقة ليظهر الجزء الداخلي والأكثر لمعانا للسديم بعد ذلك بعامين سيطور هنري أدواته ويأخذ صورة بزمن تعريض 137 دقيقة ليظهر السديم كاملا.
تم اكتشاف أول سديم عن طريق التصوير على يد الأخوين Paul Henry and Prosper Henry في مرصد باريس نوفمبر 1885 وهو السديم حول الحشد النجمي الثريا وجدير بالذكر أن كل منهما اكتشف سبع كويكبات.
باستخدام تلسكوب عاكس قطر مرآته 36 بوصة تمكن A. A. Common في عام 1884 من تصوير مجرة أندروميدا أقرب المجرات إلينا.
مازال القمر والمشتري أول وأكثر الأجرام السماوية التي تم تصويرها حتى الآن كما أننا لا نرى كل أنواع الاشعاع ربما لو كانت أعينا تحس الآشعة تحت الحمراء أو الآشعة السينية مثلا لرأينا صورا أخرى ولربما نحقد على الحشرات التي ترى الآشعة فوق البنفسجية أو الزواحف التي ترى الآشعة تحت الحمراء.. لكن التلسكوبات وأجهزة الرصد تنوب عنا في ذلك في صور أخرى غير التي تحدثنا عنها اليوم.
محمود عابد